عدد المساهمات : 642 تاريخ التسجيل : 15/08/2008 العمر : 38
موضوع: قصيدة في رثاء الراحل الخالد محمود درويش الأربعاء أغسطس 20, 2008 10:47 pm
هذه قصيدة في رثاء الراحل الخالد محمود درويش بعنوان موتك أنطق الأموات
إلى محمود درويش و إلى أم محمود و أحبة محمود موتك أنطق الأموات مثلي عينان تُسبِّحان في الوطن الغريب قلبٌ يمطرُ غضباً على مدنٍ ضائعةٍ تحوم فيها الغربان و الأشباح لماذا تركتَ الأنبياءَ بلا سيوفٍ بلا رسالاتٍ... بلا معجزاتٍ ،عشاقاً مجانين خلفَ فراشاتٍ تنثرُ ألوانَها و سحرَها *** الليلة، ملاكٌ نائمٌ على خصر الوطن و السماء أم تنير بأولادها و سيدةٌ تبحث عنِّه في صوتٍ يأتي من بعيد فيفيض من عينيها الحب و تفيض الحياة فيقول لها : سيدتي أمي: القلب طيرٌ غريب و فناجين قهوتي لم تخبئْ شيئاً كنتُ أخفيهِ بروحي بحثتُ عنْ شيءٍ في السماء حين ابتعدت الأرض أكثر كنتُ مثلُك أمي كم بكيت في أرض الله في مدنٍ لا تأتي و أيامٍِ لا تعود و حبٍّّ لا يتكرر صليتُ كثيراً يا أماه لكنَّ أحداً لم يجبني كانوا نائمين و هائمين معذبين مثلي كلُّهم كانوا حفاةً مثلي وكانوا ينشدون في خلوتهم و كنت أنشُّد لك وأنت تغفين على صدري و أقول لك أفيقي حبيبتي سيقتلوك ويقتلوني *** هذي الأرضُ قد جنت ألا ترين كيف تنزع العصافير أجنحتها و تنتحر ألا ترين كيف تهوي الأغصان على زهر الأرض و ورودها مذبوحةً ألا ترين كيف ينشق القمر فوقها و ينكسر أنظري في وجه الفراشات الجميلات التي ترمي برُّوحها ليس لي ألفُ قلبٍ لأحتمل هذا الجنون و هذا الصيف قي قلبي الذي يطول موسمه و لما لا أموت قبلكِ وكلُُّ شيءٍ يموت في هذا الشَّرق المجنون وكلُّ شيءٍ يموت في هذا الزَّمن المجنون *** ألم أقل لك حبيبي لا تغفُ في ذاك السرير لو كان سرير أمك لم تمت و لو كان سرير الحبيبة لغنت في عينيك السماويتين آه الآن تصمت روحك فقربني إليك حبيبي لعلك تنجو الآن يغفو قلبك للأبد الآن لا بلاد لي ابقَ قليلاً كي أحفظ عينيك كي أغنيك صوتي الذي أحب قصائدك المعطرة أنت اعتدته... كيف تنام دونه؟ ربما تذكر طعم الحياة لتحيا لا تمت حبيبي لا تمت فإن كنت مجبرأً فخذني هناك.. معك.. إليك كي أجني لك عسلاً يشفي روحك المتعبة كي أحمل لعينيك باقة وردٍ لمزهرية تسكن فضاء غرفتك الصغيرة الآن أعد روحي بعدك لسفر طويل أتشعر بهذا البرد في جسدي و الارتعاش و خدري و بخار عيني و ابتعاد القلب آه حبيبي أحس بلعنة الدنيا ألا تقول شيئاً عن الزمن القادم ألا تخبرني بشيء قبل أن أغفو بليلك الذي يكسر روحي لماذا تترنح كلماتك أشربت شيئاً من جنون هذا الشرق المسموم لما لا يغيب النور من عينيك هذي يدي حبيبي فخذها هذا قلبي حبيبي فاحتم ِ في نبضه *** لم تخفني زرقة البحر في عيني قاتلي و لم تخفني طلقاته حين قال: اقتل لتحيا و رمى ناره و ضحك ولم تكن كلماتهم مقدسة حين داسوا الأرض و دمي ينزف عليها يا هذه الأرض: كم مرةً متُّ ؟ و كم مرة ستموتين بقلبي لتوقظيني ؟ و آه حبيبتي كنت كل مرة أخبئ عنك موتي و أمنحك سفينةً أو جناحين و خيلاً و أضمُّك قبل كلِّ موت لأعطيك بقايا الرُّوح و الآن لم يعد وقتٌ لتقولي لي الحكايات القديمة و تغفين على وجهي حين أستسلم للموت القصير آه... الآن أعد تفاصيل ليلك و شهداء اللحظات الأخيرة يشهدون نبيذ الفراق في المساء أعده من كرمة ظلت عنها عيونهم و قهوتك أعد لونها و طعمها و رائحتها مثلما أعرف تفاصيل روحك و أجمع لعينيك فاكهة الأرض كي لا يغيب لونٌ من عينيك و ادعي الملائكة إلى سريري كي تطمئني لنومي الطويل و كي تكون رؤاك فإن جئت يوماً فلا تنسي خبز العصافير كي تحرس خطاك و قطرة الماء رشيها من غيمة حطت على ساعديكي فربما تظللني كرمة لله يغرسها هنا كي تستظلي لساعةٍ تسرقيها من الدرب الطويل و في زمن الزحام ولا تنسي بكفيك الساحرتين المسي رمل الأرض كي يكون ناعماً كيديك و كي أراكِ
AYHAM
عدد المساهمات : 640 تاريخ التسجيل : 20/08/2008 العمر : 35
موضوع: رد: قصيدة في رثاء الراحل الخالد محمود درويش الخميس أغسطس 21, 2008 6:42 pm
أيها المارون بين الكلمات العابرة اجمعوا أسماءكم وانصرفوا وخذوا ما شئتم من صور كي تعرفوا أنكم لم تعرفوا كيف يبني حجر من أرضنا سقف السما
محمود درويش رحل جسدا ولكن شعره باق فينا إلى الأبد
فتحية إكبار وإجلال لشاعر المقاومة الراحل محمود درويش