"بيدي لا بيد إسرائيل".. شعار رفعه المواطن الفلسطيني شريف عطون حين قرر أن يهدم منزله الكائن في القدس الشرقية المحتلة قبل أن تقوم قوات الاحتلال الإسرائيلي بهذه المهمة، التي ربما تكلفه آلاف الدولارات، إضافة إلى السجن.
عطون طلب من سائق الجرافة زياد دبش أن يسوي منزله بالأرض، ورغم حزنه الشديد إلا أن مشاهد منزله وهو يدمر على يد صديق له كان أخف الضررين؛ فلو لم يهدمه هذا الصديق فإن السلطات الإسرائيلية ستهدمه، وهي الخطوة التي تصاحبها رسوم هدم قيمتها 20 ألف دولار واحتمال دخول السجن.
وقال عطون (36 عاما) بمرارة وهو يلوح بنسخة من أمر الهدم الإسرائيلي: "لم أفكر قط في هدم منزلي ودفع إيجار مقابل استئجار منزل آخر".
وبينما يقف أمام كومة من الأنقاض وقضبان الحديد المعوجة التي كانت ذات يوم تشكل أعمدة منزله، أضاف عطون، وهو أب لستة أبناء: "هذا هو أقسى شيء فعلته في حياتي، لكن هذا كان أخف الضررين".
وسيسدد عطون إلى صديقه قائد الجرافة أجرا عن عمله، لكنه ليس سوى جزء بسيط مما كانت إسرائيل ستتقاضاه منه، وهذه هي المرة الثالثة خلال 16 عاما التي يهدم فيها دبش منازل لعرب مثله داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.
ويشكو نحو 260 ألف عربي بالقدس الشرقية من أن السلطات الإسرائيلية تتعمد رفض منحهم تراخيص البناء بهدف اتخاذ هذا الأمر ذريعة للحيلولة دون استمرار وجودهم في المدينة، وهدم هذه المنازل حال إصرار أصحابها على البقاء والبناء.
وتدعي إسرائيل أنها تهدم المنازل تنفيذا للقانون، لكنها تستهدف تغيير التركيبة الديموجرافية في القدس لصالح اليهود الذين تحاول تكثيف وجدهم في المدينة المحتلة منذ عام 1967.
نتائج عكسية
وعلق زياد الحموري، مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، بأن إسرائيل هدمت أكثر من 30 منزلا في القدس الشرقية منذ بداية هذا العام، مضيفًا أن "قرار عطون هدم منزله بنفسه نادرا".
وانتقد حاتم عبد القادر، مستشار رئيس الوزراء لشئون القدس، تصرفات عطون قائلا: "ستأتي بنتائج عكسية لأنها تسمح لإسرائيل بالإفلات من مسئوليتها عن الجرائم التي ترتكبها في المدينة".
وطالب عبد القادر رئيس الوزراء بشن حملة لمساعدة أصحاب المنازل العرب في القدس الشرقية لمواجهة ما وصفها بـ"أسرلة" المدينة عبر تدمير المباني والاستيلاء على الأراضي المملكة لعرب.
وقالت ساريت ميخائيلي من جماعة "بتسيلم" الإسرائيلية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، إن سياسات إسرائيل في المدينة لم تترك للفلسطينيين خيارا سوى البناء بطريقة غير مشروعة...
----------------
هذا الموضوع نقلا عن موقع لمقال سياسي ( محمد حامد - رويترز - إسلام أون لاين.نت )