كان الشاعر الراحل نزار قباني من عشاق فصل الخريف
لرومانسيه ذلك الفصل و الالوان الناريه التي تكتسي بها الطبيعه آنذاك
لكن نحن لا نحب ان يقال عنا أننا في خريف العمر كأن الكبر نقمه لابد
من اطلاق الرصاص عليها لذلك كلما رأينا عجوزاً يسير بادرناه بشفقه مبالغ فيها
و بحسرة على شبابه الذي كان
لماذا لا نحسب الحياة بكيفيه اضافتها الى أعمارنا ؟
كيف نعطي كل يوم وهجه و فرحه الخاص ؟
كيف نتعلم فن التعايش مع راحة البال الدائمه حتى و أن غزا رؤوسنا
الثلج الابيض المائل للفضه القمريه ؟
كان احد الرجال يفتخر بكونه شاباً في السبعين فقد اتقن مهارة مشاكسه
الحياة و مصاعبها الجمه ، كان اذا التقى بأحفاده صار منهم و أذا
رأى أحد اصدقائه ضحك معه على ذكريات قديمه و ضحك عليه لانه
يتمنى ان يعود شاباً
كان لا يعبأ الا بصلاته و ضحك قادم من القلب لذلك كانت له ملامح
طفوليه جميله و عيناه تشعان بلمعان غريب لا يشبه الا التماع روحه
المتوثبه العاشقه للحياة ، لماذا لا يصير الكبار مثله ؟
لماذا نتهمهم بالعجز و قله الحيله ؟ لماذا لا نتيح لهم فرصه الحياة
بجنونها و عذوبتها و صعوبتها ؟
أظن انه من الظروري اضافه فن تعلم الحياة الى مناهجنا الدراسيه
لان الانسان القادر على تذوق الحياة قادر على الابداع و العطاء
و الاحساس بالاخرين و السعاده لمجرد ان اليوم جديد و يحمل آمالاً
عريضه بغد اجمل ، صار من الضروري ان نكف عن اطلاق
رصاص الرحمه على آخرين فقط لانهم ليسوا شباباً كما يبدو لنا
و أن نعيد النظر في امور كثيرة اولها :
كيف نحب أنفسنا و الحياة دون النظر الى شهادات الميلاد
اخر الهمس ( الحياة تبدأ عندما نقرر لها ذلك دون النظر الى أي اعتبارات اخرى )